تتناول هذه المقالة الحديث عن موضوع هام جداً و خطير جدا بقدر ما هو بسيط جداً بحيث انه يستحق القول ( السهل الممتنع ) الا و هو علاج الحمى او السخونة و كيفية التعامل معها.
الحرارة الطبيعية تتراوح ما بين 36.5 الى 37.5 و نادراً جداً ان تكون 37ْ م بالضبط , فهي اما ان ترتفع قليلاً لتصل الى درجة 37.5ْ م او تهبط قليلاً لتصل الى 36.5ْم , فاذا انخفضت اقل من 36.5ْ م فهي منخفضة بشكل غير طبيعي و قد تصل الى درجة الفتور, واذا زادت عن 37.5ْ م فيعني ذلك ان الطفل محموم اي مصاب بالحمى او السخونة و لا نقول عنده حرارة .
ما اسهل ان يصاب الطفل بسخونة مفاجئة فتطرحه الفراش و تنسيه اللعب و الركض , و المهم ان تعرفه هو ان ارتفاع درجة حرارة الجسم اكثر من 39ْ م يعد خطراً لانها قد تؤدي الى التشنج مما يلحق الضرر بمخ الطفل و احياناً يحس الطفل المحموم بالبرد فيرتعش حتى و هو جالس في الشمس و هي علامة على ان جسم الطفل المحموم ينتج حرارة و ان حرارته ترتفع , و حين يحس بالسخونة و يعرق يفقد جسمه الحرارة فتهبط حرارة جسمه و حين يبرد الجسم من التعرق يمر مقدار اقل من الدم خلال الجلد فتبدو البشرة باردة و شاحبة باردة و شاحبة , لكن الجسم يدخر الحرارة ليحتفظ بالدفء داخله .
ان ارتفاع درجة حرارة الطفل الذي يقل عمره عن ثلاث سنوات لما فوق 39 ْ م لمدة ساعتين غالبا ما تؤثر على المخ , و يصاب الطفل بالتشنجات التي قد تتكرر مرات اخرى , و حينها تؤدي الى اصابته بالصرع و ما ينتج عنه من مضاعفات , و لهذا فان الام و هي الاشد التصاقا بطفلها , و الادرى و الاعلم بحاله و ما يمر به من تغيرات و اعتلالات مطالبة باكتشاف السخونة بمجرد ظهورها على طفلها , و ان تبادر بسرعة الى مكافحتها و ان تعمل على خفضها قبل ان تؤثر سلباً على جسم طفلها .
فالام اذا ما لاحظت شيئاً من الفتور على طفلها او تغير في سلوكه و نشاطه عليها ان تقيس درجة حرارته و ابسط الطرق و لكن اقلها دقة هي اللمس باليد او وضع وجنتها ( خدها ) على جبين الطفل و وجهه ,فيمكن للام ان تعرف و لو تقريبياً الاجسام , فيجب على كل ام ان تقتني في منزلا ميزان حرارة و افضلها الميزان الزئبقي لانه اكثرها دقة و خاصة عن طريق الشرج , و يفضل تجنب قياس الحرارة للطفل الذي يقل عمره عن 5 سنوات عن طريق الفم و هناك الميزان الالكتروني و هو دقيق و سهل الاستعمال و لكنه غالي الثمن.
اشكال السخونة : تظهر السخونة على اشكال مختلفة , فمنها ما يأتي لفترة قصيرة ثم يختفي خلال ساعات من النهار دون ان يعرف سببه و تعرف باسخونة العرضية او العابرة . و منها ما يظهر على شكل بطيء خلال ايام او اسابيع يتطور بتطور شدة المرض المسبب للسخونة , و من اشكالها ما يستمر اسبوعاً ثم يختفي ثم يعود ثانية بعد فترة اخرى و هذا في حالة السرطان , و من السخونة ما تأتي يوماً و تختفي يوماً اخر ثم تظهر في اليوم الثالث ثم تختفي و هكذا وهذه السخونة في مرض الملاريا و من اشكال السخونة ما يستمر الى فترة طويلة دون ان تنزل درجة الحرارة الى الحد الطبيعي و منها ما هو متأجح صعودا و هبوطا عدة مرات في اليوم و هي الحمى المتموجة
تاثيرات السخونة على الجسم : اذا ظهرت السخونة على طفل لاي سبب كان فانها تحدث في جسده تغيرات كثير مثل : تسارع النبض ( دقات القلب ) , و تسارع التنفس اللذي يصبح سطحياً و غير فعال , و كذلك شحوب اللون و البرودة في الجلد او ازرقاق , ثم التعرق الشديد و دفئ في الجلد , و قد تؤدي السخونة الى ان يفقد الطفل الوعي و يغمى عليه و يصاب بالتشنجات.
اسباب السخونة : من المهم جدا ان يعلم الاهل و خاصة الام ان السخونة ليست مرضاً , و انما هي علامة على وجود مرض ما في جسم الطفل ادى الى ظهور السخونة . ان معرفة السبب هذا هامة جداً من اجل استخدام العلاج المناسب و الفعال لهذا السبب و هناك اسباب كثيرة تؤدي الى ظهور السخونة عند الاطفال و اهمها :
1.حالات الجفاف.
2. لف الطفل بملابس كثيرة و اغطية كثيرة.
3.الامراض مثل الحصبة , الانفلونزا , الجدري , النكاف , التهاب اللوزتين , التهاب الاذنينن , التهاب المسالك البولية , التهاب الجهاز التنفس.
4.زيادة افراز الغدة الدرقية.
5.بعض انواع السرطان.
6. ضربة الشمس.
7.بعد التطعيم.
علاج الحمى : يجب البحث عن المرض المسبب لها و علاجه , فاذا شفي هذا المرض فان السخونة تزول و درجة حرارة الجسم تهبط الى الحد لطبيعي , و هذا العلاج يستوجب عرض الطفل المحموم على الطبيب الذي يقوم باجراء الفحص لجميع اعضاء الجسم لاكتشاف اي مرض ظاهر و من ثم علاجه فتزول السخونة. و لكن بانتظار الوصول الى الطبيب فان على الام ان تعمل بسرعة فائقة على مكافحة ارتفاع درجة حرارة جسم طفلها , و تعمل على خفضها للوقاية من حدوث المضاعفات , فيجب عدم السماح للسخونة بالاستمرار لاكثر من بضع دقائق و الا احدثت اضرارا للمخ , وأفضل طريقة لمكافحة السخونة و خفض درجة حرارة الجسم المرتفعة هي استخدام الماء البارد على جميع الجسم و خاصة البطن و الرأس.
و الى جانب ذلك يمكن استعمال دواء الباراسيتامول شراب او تحاميل و هو على انواع منها بانادول.
و لكن يجب تحذير الاهل من استخدام الاسبرين عند الاطفال الرضع , فلا ينصح باستخدامه لانه قد يؤدي الى ظهور متلازمة ريي و هي عبارة عن اصابة الدماغ بمرض من اعراضه : التقيؤ , اضطراب الوعي , تضخم الكبد , و التشنجات .
كذلك يجب التقليل من الملابس التي يرتديها الطفل , لان زيادة الملابس او الملابس الثقيلة و الاغطية الزائدة تعمل على ارتفاع درجة حرارة الطفل , و يمكن استخدام المروحة او المكيف لخفض درجة حرارة الغرفة و مما يساعد على خفض درجة حرارة جسم الطفل المحموم , و يفضل المحافظة على درجة حرارة الغرفة ما بين 19 – 20 درجة مئوية .